أتعرفون أيها السادة متى بدأنا التدريب؟ يوم أن حاول ابن آدم محاكاة الغراب ليواري سوءة أخيه، هكذا ببساطة بدأ أول عرض تدريبي مجاني، وبالطبع لم يكن للغراب علاقة بكونفوشيوس الذي سيقول لاحقا ( قل لي: وسوف أنسى، أرني: ولعلي أتذكر، شاركني: وسوف أفهم)، وليس له علاقة (لا من باب ولا من سبعة) بالدكتور طارق السويدان الذي سيؤلف بعد دهور من الحادثة رائعته (التدريب والتدريس الإبداعي)، لكن الغراب أدى مهمته التدريبية تلك بكفاءة دون أي يسمع كلام كونفوشيوس أو يقرأ للدكتور طارق السويدان، ولأخوتنا المهتمين بتقييم العائد التدريبي أن يتصوروا مدى تحقق الهدف من الجلسة التدريبية تلك!
***
ولأخوتنا الذين يدفعون الأموال ليقال لهم تنفسوا بعمق وتخيلوا أنكم تطيرون في السماء وانتظروا انطلاق العملاق الذي في داخلكم أقول: لم يدفع (قابيل) مبلغا ماليا ولم يضطر للاقتطاع من مرتبه ليقال له أنك إذا فكرت أن تكون مميزا ستكون مميزا، وإذا فكرت أن تكون خبلا ستصبح خبلا... يعني، أنا أعتقد ببساطة، إذا اختار الله أن يخلقك لوح (اسبستو) لا تفكر في أن تصبح يوما من الأيام، إلا لوح (اسبستو) مهم ونافع في مجتمعك وصاحب أثر... ظلة لكامري مثلا!
*****
على الـ هـ/ع ـموم:
يأتي الآن المدرب وقد بذل جهدا كبيرا بنظره في عملية (قص- لصق) وملأ الشرائح من هنا وهناك، ثم تبدأ إذاعته في بث برنامجها التدريبي على مسامع المتدربين، الذين سئموا الأساليب التدريبية المكررة والمنفرة، ثم يشتكي أحبتنا في أن المتدربين (يتسربون) في النصف الثاني من الجلسة التدريبية... وإذا عرف السبب، بطل العجب!
بظني، وأقول ذلك بصراحة، أن برنامج الباوربوينت قد أساء كثيرا إلى العقل الإنساني وحَجَّمَ قدرة الكثيرين على الإبداع، وأفرز لنا – بحسن نية طبعا- قوالب مدربين جامدة، أسلمت حيويتها وروح عطاءها إلى مجموعة شرائح صماء، ثم كانوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة، بحيث يصبح الواحد فيهم أسيرا لتلك الشرائح برغم ما يمكن أن يوظفه من أساليب وطرق تناسب تعلم الكبار وتجعل للتدريب معنى وقيمة وأثر.
****
عَنّتْ على رأسي فكرةٌُ ذاتَ قلق، وهي اقتراح توظيف أكبر عدد من (الغربان) لتعليم الناس التدريب، لكنها فكرة بالعماني (فارطة)، لكلفتها الباهظة مقارنة بما نراه اليوم من زج أناس أنفسهم في مجال التدريب، يصرخ التدريب ليل نهار أني بريء منهم كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب، ولو كان التدريب إنسانا ينطق للجأ إلى لجنة حقوق الإنسان لتخليصه من الجماعة التي تعتقد أن التدريب (شغلة من لا شغل له)!
لو عدنا للبرنامج التدريبي المجاني (كيف تدفن شخصا أنت قاتله؟) الذي كان فيه (الغراب) يلعب دور المدرب، و (قابيل) دور الفئة المستهدفة، و (الغراب الضحية و التراب) أدوات التدريب، لاكتشفنا كيف أن الكلام الطويل العريض الذي يقال في دورات تدريب المدربين، لن يسمن ولن يغني، بغير تطبيق فعلي و متابعة، تسفر عن استبعاد العناصر التي لا تقدم ولا تأخر، و وجودها (زي عدمه) في منظومة التدريب. بعد أيام من التيه والإحساس بإثم الجريمة، وتلبية لـ (الحاجة التدريبية) الملحة، قام السيد المدرب/غراب بتوظيف أسلوب المحاكاة المباشرة لتوجيه (المحتوى التدريبي) وتحقيق (هدف الجلسة) بشكل (قابل للقياس)، مما جعل (المتدرب قابيل) يقوم بمهمته بنجاح، كما تحققت "أهداف وجدانية" مصاحبة من الجلسة، جعلت المتدرب (يصبح من النادمين) على اقترافه فعلته الشنيعة!
والآن، يا سادتي وزملائي ، هناك من بيننا كمعنيين بالتدريب من لا يفقه صياغة أهداف تدريبية قابلة للقياس، ولا يهتم أصلا ما إذا كانت الجلسة قد حققت أهدافها أم لا، وأي الطرق _غير قراءة الشرائح المكتظة- يمكن توظيفها من أجل الرقي بالمتدربين، الذين يثير وضع بعضهم التعاطف، وهم يفرض عليهم محتوى تدريبي لم يتم استشارتهم فيه وليس له علاقة باحتياجاتهم.
****
أنا أتنازل عن حقوق الملكية الفكرية لنظرية (الغربنة في التدريب) واجعلها حقا مشاعا في سبيل الله وعابري سبيل التدريب، وللغيورين على مسائل الهدر والفقد في التدريب، أقول: خففوا الهذر ما أظن أديم هذا الهدر إلا من تلكم الغربان!
***
ولأخوتنا الذين يدفعون الأموال ليقال لهم تنفسوا بعمق وتخيلوا أنكم تطيرون في السماء وانتظروا انطلاق العملاق الذي في داخلكم أقول: لم يدفع (قابيل) مبلغا ماليا ولم يضطر للاقتطاع من مرتبه ليقال له أنك إذا فكرت أن تكون مميزا ستكون مميزا، وإذا فكرت أن تكون خبلا ستصبح خبلا... يعني، أنا أعتقد ببساطة، إذا اختار الله أن يخلقك لوح (اسبستو) لا تفكر في أن تصبح يوما من الأيام، إلا لوح (اسبستو) مهم ونافع في مجتمعك وصاحب أثر... ظلة لكامري مثلا!
*****
على الـ هـ/ع ـموم:
يأتي الآن المدرب وقد بذل جهدا كبيرا بنظره في عملية (قص- لصق) وملأ الشرائح من هنا وهناك، ثم تبدأ إذاعته في بث برنامجها التدريبي على مسامع المتدربين، الذين سئموا الأساليب التدريبية المكررة والمنفرة، ثم يشتكي أحبتنا في أن المتدربين (يتسربون) في النصف الثاني من الجلسة التدريبية... وإذا عرف السبب، بطل العجب!
بظني، وأقول ذلك بصراحة، أن برنامج الباوربوينت قد أساء كثيرا إلى العقل الإنساني وحَجَّمَ قدرة الكثيرين على الإبداع، وأفرز لنا – بحسن نية طبعا- قوالب مدربين جامدة، أسلمت حيويتها وروح عطاءها إلى مجموعة شرائح صماء، ثم كانوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة، بحيث يصبح الواحد فيهم أسيرا لتلك الشرائح برغم ما يمكن أن يوظفه من أساليب وطرق تناسب تعلم الكبار وتجعل للتدريب معنى وقيمة وأثر.
****
عَنّتْ على رأسي فكرةٌُ ذاتَ قلق، وهي اقتراح توظيف أكبر عدد من (الغربان) لتعليم الناس التدريب، لكنها فكرة بالعماني (فارطة)، لكلفتها الباهظة مقارنة بما نراه اليوم من زج أناس أنفسهم في مجال التدريب، يصرخ التدريب ليل نهار أني بريء منهم كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب، ولو كان التدريب إنسانا ينطق للجأ إلى لجنة حقوق الإنسان لتخليصه من الجماعة التي تعتقد أن التدريب (شغلة من لا شغل له)!
لو عدنا للبرنامج التدريبي المجاني (كيف تدفن شخصا أنت قاتله؟) الذي كان فيه (الغراب) يلعب دور المدرب، و (قابيل) دور الفئة المستهدفة، و (الغراب الضحية و التراب) أدوات التدريب، لاكتشفنا كيف أن الكلام الطويل العريض الذي يقال في دورات تدريب المدربين، لن يسمن ولن يغني، بغير تطبيق فعلي و متابعة، تسفر عن استبعاد العناصر التي لا تقدم ولا تأخر، و وجودها (زي عدمه) في منظومة التدريب. بعد أيام من التيه والإحساس بإثم الجريمة، وتلبية لـ (الحاجة التدريبية) الملحة، قام السيد المدرب/غراب بتوظيف أسلوب المحاكاة المباشرة لتوجيه (المحتوى التدريبي) وتحقيق (هدف الجلسة) بشكل (قابل للقياس)، مما جعل (المتدرب قابيل) يقوم بمهمته بنجاح، كما تحققت "أهداف وجدانية" مصاحبة من الجلسة، جعلت المتدرب (يصبح من النادمين) على اقترافه فعلته الشنيعة!
والآن، يا سادتي وزملائي ، هناك من بيننا كمعنيين بالتدريب من لا يفقه صياغة أهداف تدريبية قابلة للقياس، ولا يهتم أصلا ما إذا كانت الجلسة قد حققت أهدافها أم لا، وأي الطرق _غير قراءة الشرائح المكتظة- يمكن توظيفها من أجل الرقي بالمتدربين، الذين يثير وضع بعضهم التعاطف، وهم يفرض عليهم محتوى تدريبي لم يتم استشارتهم فيه وليس له علاقة باحتياجاتهم.
****
أنا أتنازل عن حقوق الملكية الفكرية لنظرية (الغربنة في التدريب) واجعلها حقا مشاعا في سبيل الله وعابري سبيل التدريب، وللغيورين على مسائل الهدر والفقد في التدريب، أقول: خففوا الهذر ما أظن أديم هذا الهدر إلا من تلكم الغربان!
أحمد، 29/4/2010